5 نصائح فعّالة للمشاركة في التسويق بالمحتوى

في عالم المشاريع الصغيرة الحالي، أصبح التسويق بالمحتوى من أقوى الطرق لجذب الزبائن وبناء الثقة مع الجمهور. وفيما يلي خمس نصائح عملية ليستهلّها أصحاب المشاريع الصغيرة بخطوات ملموسة وبسيطة، مع أمثلة واقعية مبسّطة لشرح متى تنجح كل نصيحة ومتى قد لا تكون فعّالة.
النصيحة الأولى: ابدأ بمحتوى مفيد يجيب على أسئلة عملائك
قد تلاحظ أن عملاءك يستفسرون دائمًا عن شيء معيّن في منتجك أو خدمتك. في هذه الحالة، ابدأ بإنشاء مدوّنة أو صفحة محتوى على موقعك تجيب عن هذه الأسئلة. على سبيل المثال، إذا كنت صاحب مطعم صغير، قد يكتب العديد من الزبائن عن وجود أصناف خاصة بالأطفال أو عن مكونات الأطباق؛ فيمكنك كتابة مقالات قصيرة أو بوستات على السوشيال ميديا توضح ذلك. كتابة مقالات مفيدة لجمهورك بهذه الطريقة تُعد من أفضل وسائل الدعاية المجانية وأكثرها فاعلية. فكّر في هذه النصيحة كطريقة لبناء الثقة مع المتلقين: بدلاً من التركيز على بيع المنتج فقط، توفر لهم معلومات مفيدة تلبّي فضولهم وتخفّف من مخاوفهم.
- فعالية النصيحة: تنجح هذه الطريقة عندما تنشر محتوى حقيقي يعالج احتياجات جمهورك مباشرةً، مثل الإجابة على استفساراتهم المتكررة. إذا كان المحتوى مفيدًا وجيد الصياغة، سيؤدي ذلك إلى زيادة اهتمام الناس بما تقدمه.
- متى تنجح: عندما يكون المحتوى دقيقًا وعالي الجودة ويُجِد جمهورك فعلاً معلوماته (مثل نصائح عملية، وأجوبة أسئلة شائعة، وتجارب واقعية تتعلق بمنتجك أو خدمتك). في هذه الحالة يشعر الناس أنك تهتم بهم، فيزيد تفاعلهم معك.
- متى لا تنجح: إذا كان المحتوى سطحيًا أو لا يجيب على أسئلة حقيقية لدى الجمهور، فلن يجد الناس فائدة ولا يتفاعلوا معه. كذلك، إذا قمت بالنشر عشوائيًا من دون تخطيط أو استثمار قليل من الجهد، ستضيّع فرص التقاط اهتمام العملاء المحتملين.
النصيحة الثانية: احكِ قصة مشروعك وشارك شخصيتك مع الجمهور

الكثير من الناس يفضلون التعامل مع الوجوه أو القصص خلف العلامات التجارية الصغيرة. حاول أن تروي حكاية بسيطة عن بدايتك أو عن كيفية صناعة منتجك، أو اظهر جانبك الإنساني في منشوراتك. مثلاً، إذا كان لديك ورشة نجارة منزلية، شارك صورًا أو فيديوهات لك أثناء العمل، أو أخبر جمهورك كيف قرّرت البدء بهذه المهنة. المشاريع الصغيرة تتميز بشخصياتها؛ فالكثير من العملاء يشعرون بالانجذاب عندما يعرفون «الإنسان» وراء الخدمة.
- فعالية النصيحة: تصبح هذه الطريقة فعّالة عندما تكون قصتك أو شخصيتك مطابقة لهوية مشروعك وتُظهر الشفافية والصراحة. مثلًا، مشاركة التجارب الشخصية بطريقة صادقة تجعل الجمهور يشعر بالقرب منك وكأنهم يتعاملون مع صديق.
- متى تنجح: حينما تبدو الشخصية والقصص حقيقية ومتصلة بخدماتك. فالعملاء يثقون أكثر بالعلامات التجارية التي تظهر إنسانيتها وتروي قصصًا واقعية عن تجربتها (كما يشرح خبراء التسويق).
- متى لا تنجح: إذا كانت القصص شخصية جدًا وغير ملائمة للمحتوى أو اهتمامات جمهورك، فقد تبدو غير جادة أو مشتّتة. كما أن الإكثار من التفاصيل الخاصة قد يشتّت الانتباه عن عرض فوائد المنتج أو الخدمة نفسها.
النصيحة الثالثة: اختر القنوات المناسبة لجمهورك وتفاعل معهم
ليس من الضروري أن تكون نشطًا على كل منصات التواصل الاجتماعي؛ بل اختر المنصة التي يتواجد عليها جمهورك المستهدف وركز جهودك فيها. مثلاً، إذا كان أغلب عملائك من محبي الصور البصرية، فقد تركز على إنستاجرام أو تيك توك، أمّا إذا كانوا يبحثون عن معلومات أكثر تفصيلاً فقد يكون الفيسبوك أو حتى مدونة على موقعك أفضل. المفتاح هنا هو أن تتواجد بشكل فعّال وليس فقط تواجد شكلي. بمعنى آخر، راقب أين يقضي جمهورك وقته وتابع المنافسين في مجالك، ثم نشر محتوى منتظم ومدروس هناك.
- فعالية النصيحة: هذه الطريقة تنجح عندما تختار القناة التي يستخدمها جمهورك بكثرة، وتبني مجتمعًا صغيرًا من المتابعين المتفاعلين. المشاركة المنتظمة في نفس الشبكة تقوّي من ولاء العملاء وتزيد فرص انتشار المحتوى (كما يؤكد خبراء التسويق).
- متى تنجح: عندما تواصل على المنصة المناسبة وتُنشئ محتوى مشوقًا (مثل مسابقات بسيطة أو صور جذابة) تشجع الجمهور على التفاعل. فمثلاً، قد تنجح مسابقة بسيطة على إنستاجرام لزيادة الجمهور المهتم بعلامتك التجارية.
- متى لا تنجح: إذا كنتَ نشطًا على منصة لا يستخدمها عملاؤك (مثلًا تهدر الوقت على تويتر فيما جمهورك فيسبوك)، فستخسر الوقت والجهد دون فائدة كبيرة. كذلك، إذا نشرت بكثرة لكن من دون تخطيط أو محتوى جيد، فقد يشعر الجمهور بالإرهاق أو فقدان الاهتمام.
النصيحة الرابعة: التزم بجدول زمني منتظم للنشر
أحد أهم أسرار التسويق بالمحتوى هو الثبات في تقديم موادك. بدلاً من النشر بعشوائية كلما تذكرت، حاول وضع خطة وجدول يومي أو أسبوعي لإنشاء ونشر المحتوى (سواء كان مقالات، أو بوستات على السوشيال ميديا، أو فيديوهات قصيرة). فمثلًا، تخيّل صاحب محل بيع ملابس يخصص كل يوم أحد لكتابة تدوينة صغيرة عن كيفية تنسيق ملابس؛ حينها يعرف متابعيه متى يتوقّعون قراءة أفكاره الجديدة. الاعتماد على جدول ثابت يساعد جمهورك على «الاعتياد» على تواجدك ويعزز ثقتهم بك.
- فعالية النصيحة: هذه النصيحة تكون فعّالة جداً عندما تستمر عليها؛ فالاستمرارية تعني بناء علاقة مستمرة مع الجمهور وزيادة مصداقيتك. الالتزام بجدول نشر منتظم (حتى لو مرة أسبوعيًا) يجعل متابعيك ينتظرون جديدك بثقة.
- متى تنجح: عندما تكون الخطة واقعية ولا تثقل كاهلك. على سبيل المثال، بدءًا بنشر مقال أو فيديو قصير واحد كل أسبوع، وتثبيت يوم معين لذلك، يمنح جمهورك استمرارية واضحة.
- متى لا تنجح: إذا كنت تضع جدولًا طموحًا جدًا ولا تستطيع الالتزام به (فمثلاً تعلن عن منشورات يومية ثم تنقطع)، فإنك ستصاب بالإحباط أو يفقد الجمهور ثقته بك بسبب انقطاع النشر. بالمقابل، النشر العشوائي وبسرعة دون خطة سيؤدي إلى نتائج ضعيفة ولا يبني عادات لدى المتابعين.
النصيحة الخامسة: نوّع أنواع المحتوى واستفد من إعادة الاستخدام
لا تحصر نفسك بنوع واحد من المحتوى. جرب مثلاً أن تطوّر مقالتك إلى صورة معلوماتية (إنفوغرافيك) أو إلى مقطع فيديو قصير، وشارك مقتطفات منها عبر منصات مختلفة. بهذه الطريقة تصل إلى جمهور أوسع بأقل جهد إضافي. يُنصح حتى بإعادة تدوير نفس الفكرة بطريقة ملائمة لكل منصة (مثلاً نشر مقطع فيديو قصير على تيك توك وإنستاجرام من نفس المادة التي كتبت عنها منشورًا طويلًا). هذا الأسلوب يُضاعف استفادتك من كل جزء محتوى تنتجه ويزيد انتشارك بسرعة.
- فعالية النصيحة: تنجح هذه الفكرة عندما يكون لديك القدرة على تحويل المحتوى بطرق بسيطة تناسب كل منصة. فمثلًا، صورة بسيطة تتحول إلى «ريلز» قصير يجذب مستخدمي تيك توك وفيسبوك، أو تدوينة طويلة تتحول إلى سلسلة من منشورات على تويتر. التنويع يمكّنك من استهداف شرائح مختلفة وزيادة فرص مشاهدة المحتوى.
- متى تنجح: عندما تجعل كل قطعة محتوى تلائم المنصة التي ستُنشر عليها (مثل استخدام هاشتاغات ملائمة وصورة مناسبة للمنصة). إذا فعلت ذلك بذكاء، فإنك تصل إلى أعداد أكبر من المتابعين بنفس المادة الأساسية.
- متى لا تنجح: إذا حاولت نشر نفس المحتوى دون تعديل ليلائم المنصة الجديدة، فقد تشعر الجماهير بالرتابة. كما أن التنويع يتطلب بعض الوقت للتعديل؛ فإن لم تكن لديك قدرة على تنفيذ ذلك، قد تخسر جودة المحتوى ولا تحقق الفائدة المرجوة.
أخيرًا، تذكّر أن التسويق بالمحتوى تجربة متكاملة؛ فحتى بعد تطبيق هذه النصائح تَعلّم من تفاعل جمهورك وردود أفعاله. قيم أداء محتواك بانتظام وحسّن أسلوبك بناءً على التجربة. بهذه الطريقة ستزيد فرص نجاح كل نصيحة في مستقبل مشروعك الصغير، وتحقّق نتائج أُحلامك باستمرار.